
(قراءة تحقيبية جديدة لفترة العصر الموريسكي 897 ـ 1018هـ / 1492ــ 1609 م)
الأستاذ المساعد الدكتور قصيّ عدنان سعيد الحسينيّ
كلية الآداب – الجامعة المستنصريّة بغداد – العراق
المقدِّمة
الحمد لله ربِّ العالمين قدر ما يعلم، وأسألك ربِّي شكر نعمائك ما تبلغ بي غاية رضاك، وصلّى الله تعالى على محمّد وآل محمّد هداة البشّريّة إلى المحجّة البيضاء، وصُحبه المنتجبين.
أمّا بعد :
فإنّ العصور الزّاهرة التي مرّت بها حضارة الأندلس، واتّشحت بالعلم والعلماء والمصنّفات، وصارت قِبْلة للعلم والأدب يؤمّها الباحثون والدّارسون من أرجاء المعمورة؛ لينهلوا من معينها الثّر، ولكنّ دوام الحال من المحال! وهذا يذكّرنا بقصيدة أبي البقاء الرُّنديّ في رثاء الأندلس بعد تهاوي الممالك والمدن الأندلسية الواحدة تلو الأخرى:
لكلِّ شيء إذا ما تمّ نقصان فلا يُغرّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دولٌ من سرّه زمن ساءته أزمانُ وهذه الدّار لا تُبقي على أحد ولا يدومُ على حال لها شــانُ