
دأب من تصدّى لهذا الموضوع من الدارسين العرب على التفكير في مفاجأة القارئ بعرض أكبر عدد من المفردات العربية المستعملة في الإسبانية، حتى صار هذا القارئ يؤمن أنّ في الإسبانية الحالية مفردات عربية كثيرة. بل لقد شطح الخيال بالبعض فتصور، وهو يرى هذا الكم الهائل من المفردات، أنّ الإسبان عرب في ألسنتهم أو يكادون. وقد ساعد على تضخيم هذا الكم وإخصاب الخيال في هذا الاتجاه ولعُ بعض الباحثين في إضافة كلمات وكلمات لمجرد اقتراب في اللفظ وتشابه في المعنى، ضاربين عرض الحائط بعلم أصول الكلمات (الأتيمولوجيا) وقوانين الصوت وما قطعه الآخرون في هذا المجال. وما أكثر ما تتقارب الألفاظ وتتشابه المعاني دون أن يعني ذلك ضرورة انتماء إلى أصل لغوي واحد كما سنرى.
