
وليد صالح الخليفة
جامعة أوتونوما بمدريد (إسبانيا)
1ـ تقديم
تروي لنا كتب التاريخ أن بوادر الجيش الإسلامي بزعامة القائد طارق بن زياد وطئت تراب شبه الجزيرة الإيبيرية لدى الصخرة التي عرفت فيما بعد باسم “جبل طارق” في شهر شعبان عام 92 للهجرة الموافق لشهر حزيران من سنة 711 ميلادية. وبعد أن أحرق السفن التي نقلت جيشه إلى تلك البقاع توجه ابن زياد بخطبته الشهيرة إلى جنوده والتي بدأها بقوله: “أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر…”. بعدها تقدم جيشه بسهولة كبيرة لظروف يفصل المؤرخون في شرحها، فاستولى على المدن والأقاليم واحدا تلو الآخر ليبسط سيطرة المسلمين على الجزء الأكبر من شبه الجزيرة الايبيرية (اسبانيا والبرتغال الحاليتين) والتي عرفها العرب باسم الأندلس. وهكذا تمكنت الامبراطورية الإسلامية من نشر جناحها على هذا الجزء من جنوب أوروبا ليبدأ تاريخ جديد يمتاز بالتلاقح العرقي والثقافي واللغوي والديني والمعرفي.