(المعلم -المعلمة-المدرس-المدرّسة)

    د. ياسين جبار الدليمي

اللغة هي وسيلة لاتصال الفرد بغيره وعن طريق هذا الاتصال يدرك حاجاته ويحصل على ما يريده

وما يريد قوله وما يعبر به.

فاللغة هي وسيلة الإنسان في التعبير عن الآمال والآلام والعواطف وما يخالج نفسه من انفعالات وميول وخواطر إذ تهيئ له فرصاً كثيرة ومتجددة للانتفاع وزيادة الفهم.

كما إنّها أداة التأثير والتفكير والصلة وثيقة ومحكمة بينها وبين الفكر.

لهذا يقال :

إن التفكير كلام نفسي

والكلام تفكير جهري

ومن المعلوم أن اللغة ليست هي الوسيلة الوحيدة للتعبير بل هناك وسائل أخرى سواها

ولبيان أهمية اللغة ووظائفها يمـكن تلخـيص وظائـف اللغة بما يلي :

أ-الوظيفة الاجتماعية :

اللغة لها وظيفة اجتماعية مهمة فعن طريقها يتم التفاهم والاتصال بين الفرد والمجتمع فهي الموحدة للأسرة والمجتمع والرابطة بين حاضر الأمة وماضيها .

ب – الوظيفة الثقافية :

إنّ اللغة هي سجل الفعل والعقل الإنساني للعلم والأدب والفن والفكر والدين تناقلته الأجيال وأضفت عليها ثمار جهود ومعارف. ولهذا تعتبر كل لغة مرآة لخصائص أبناءها العقلية وميزاتهم في الإدراك والوجدان والطموح .

ج – الوظيفة النفسية :

تستخدم اللغة لإثارة التذكير والتفكير والوجدان لأنها تخلق لدى السامع الاستجابتين الفكرية والوجدانية ولهذا يتأثر السامع باللغة المخاطب بها فهي إذن وسيلة الإقناع والتأثير والتذوق الفني والاستبصار الروئوي الخفي .

د – الوظيفة العقلية :

اللغة أداة بواسطتها يفكر الإنسان فالألفاظ (الأدوات) تمكنه من القيام بتنظيم العمليات العقلية. فالضعف العقلي يعد عائقاً أمام التفكير لان التفكير عملية ذهنية لا يمكن أن تتم دون استخدام الألفاظ الدالة على المعاني المقصودة وهنا تبرز أهمية اللغة من الناحية العقلية. لذا لا بد للمربي أن يكون فاهماً بلغته مدركاً لها متمكناً منها لأنها ستزود النشء بوسيلة اجتماعية حياتية مهمة جداً.

المربي ومهما كان اختصاصه ينبغي له أن يكون متمكناً من لغته. فكيف بنا ونحن أمام اللغة العربية؟ لغة ثرية بمفرداتها ومعانيها الجميلة وصورها الشعرية وآدابها ونحوها وصرفه، لغة العروبة والإسلام وأعظم مقومات القومية العربية ومن حق هذه اللغة علينا أن نخلص لها. ومن حقها كذلك في العملية التربوية التعليمية أن نوليها القسط الأكبر من العناية والاهتمام. وعلى الرغم من وجود اللهجات المحلية وتعددها في الأقطار العربية وحتى داخل حدود القطر العربي الواحد والتي رُسمت للإبقاء على هذه اللهجات يبقى الحفاظ على سلامة اللغة العربية إكراماً وهدفاً سامياً ،

فاللغة العربية هي المفتاح لمواد التخصص ولا يمكن هنا الانفصال بين اللغة والمواد الدراسية العلمية باللغة العلمية والأدبية والفنية، النظرية منها والتطبيقية، فتقدم المتلقين باللغة يُعينهم ويساعدهم على التقدم في المواد الدراسية الأخرى ويزيدهم هذا التقدم من الاستيعاب للدروس تحصيلاً وسرعة وسهولة فهماً وإدراكاً .

إن المربي يجب أن يكون واسع الاطلاع بلغته وبعلومها ونحوها وصرفها وآدابها وفنونها …

4- الرغبة الصادقة في المهنة :

يقول اندريه موروا: ( إن من أخطر أخطاء المجتمع الإنساني تسرب الكراهية إلى الناس نحو أعمالهم فلا يفوق حب الإنسان لعمله).

إنّ الرغبة هي الشرط الأساسي لنجاح المربي في عمله لأن الرغبة هي الدافع الطبيعي الذي يحبب إلى النفس المثابرة والجد والإستمرار دونما الشعور بالملل والرتابة.

وقد أثبتت غالبية الدراسات والبحوث التربوية والنفسية والميدانية التي تناولت التربية والتعليم والعاملين بها على وجود علاقة وثيقة الصلة بإيجابية بين الرغبة في العمل وبين نوعية وكمية إنتاج المربي

هذا من جهة وبين سلامة العوامل النفسية رغبةً ورضا ومردود ذلك لما سيقدم لخير المجتمع توافقاً وسيراً مع الفلسفة الاجتماعية العليا والتي تشكل الفلسفة الاجتماعية التربوية جزءاً منها.

وهنا يمكن لنا القول عن الرغبة في العمل في المجال التربوي التعليمي او عدمهما لدى المربين بأسئلة:

1- ما هي العوامل التي تبعث على الرغبة الصادقة في المهنة للمربيّن ؟

2- ما هي المسببات التي تبعث على عدم الرغبة ؟

3- هل يختلف الذكور العاملين في القطاع التربوي التعليمي عن الإناث في الرغبة وعدمها؟

وهل يؤلفان شريحتين مختلفتين أم انهما شريحة واحدة بالمعنى الإحصائي والإعتباري ؟

4- ما هي علاقة نوع الجنس/ الحالة الاجتماعية/ سنين الخدمة/ وبين الرغبة بالتربية والتعليم والعوامل والمؤثرات والإفرازات الاجتماعية نتيجة نمو الفرد والمجتمع .

لقد شغلت رغبة المربي الكثير الكثير من المؤسسات التربوية الحكومية والنفسية أفراداً ومجاميع لتحديد الدوافع أو عدمها فأظهرت هذه كلها نتيجة لتحليل النتائج باستخدام مقاييس التحليل والمقارنة ثلاثة عوامل تشكل قاعدة رئيسية في الرغبة والرضا عن العمل هي:

1- المحيط الاجتماعي:

ويدخل ضمن هذا المحيط:

‌أ- الإشراف بنوعيه التربوي والاختصاصي

‌ب- نوعية الجماعة التي يعمل فيها الفرد

‌ج- نوعية ظروف العمل

2- محيط العمل الداخلي:

ويندرج في ذلك انتظام سير العمل والإدماج بالعمل وما يتيحه العمل نفسه في إتاحة فرصة النمو أمام المربي ومدى إسهام هذا العمل في إثبات الذات وتحقيقها.

3- المحيط الخارجي:

ويندرج في هذا المحيط:

1- الإدارة .

2- المؤسسة التربوية المشرفة على تنفيذ مجمل البرامج ومفرداتها والخطط الرشيدة

3- المؤسسة المرتبطة بها الإدارة .

4- المجتمع ونظرته تقديراً وحباً وأحتراماً وأفراداً لمنزلة معينة أو على العكس. وهذا مما يولد في الفرد نفسه عوامل داخلية ترتبط بذات الفرد ذكراً كان أم أنثى تصطبغ بأهدافه وآماله وطموحه وتوقعه لما سيكون وما الذي سيجنيه من عمله، وإضافة إلى وجود عوامل خارجية مثل: المحفزات المعنوية والمادية وشعوره بأن عمله يجد التقدير والثناء من المجتمع ومرؤسيه.