
بين محيي الدين بن عربي وجلال الدين الرومي
أسامة غالي
1، في سيرة ابن عربي
حين يُنظر في حياة ابن عربي (558 ـ 638 هـ)، وعلى وجه التحديد اللحظات المبكرة، يُلفى شغف شديد بالتصوّف، وهو شغف لا ينبجس عن بيئة خاصة، بقدْر ما يتماد عن نزوع شخصي. فالمقاطع السيريّة في الفتوحات، وكتب أخرى، تشير إلى أن ابن عربي كان تحت حافز نفسي يدفعه إلى الخلوة، من ثمَّ الاتصال بعالم المعنى. وقد اتفق أن يتحقق الفتح الصوفيّ كما صرّح بقوله: “ولقد دخلت يوماً بقرطبة على قاضيها أبي الوليد ابن رشد وكان يرغب في لقائي لما سمع وبلغه ما فتح الله به عليّ في خلوتي”( )
وفي هذه اللحظات التي كان ابن عربي مأخوذاً بما فُتح عليه، انشغل بمرافقة صوفيّة الأندلس، ليزداد خبرة في التجربة، إضافة إلى أن التصوّف كانَ يستهوي وعيه الباطن. ولا يبعد أن هذا الفتح لم يكن مطلقاً، بمعنى لم يكن تجلياً للذات الأحدية، وإنما فتح من مقام الولاية، أي تجلي الأسماء الإلهية.( )