بهاء بن نوار- الجزائر

     يعدّ العملُ الروائيُّ فسحةً إبداعيّةً خصبةً، يشتبك فيها ما هو ذاتيٌّ بما هو موضوعيٌّ، ويتداخل معها ما هو واقعيٌّ متحقّقُ الحدوث أو ممكنُه بما هو سحريٌّ بعيدٌ، يستعصي على التحقّق والالتقاط، ويتخذ لنفسه أحلامَ البشر المؤجّلة، أو توجّساتهم المتضخّمة موئلا، ومرتكزا، يقتحم من خلاله نمطيّة أزمنتهم النهاريّة اليوميّة، ليرتفع بها إلى ما يوازيها من عوالم عجيبة، يتجسّد فيها المطلق، ويتواضع المتمنّع، ويقترب المستحيل، الذي يبلغ أقصى تجلّياته لحظة توهّج الفنّ، وتبرعم طاقاته؛ رؤيويّا كان كالشعر، والموسيقى، أم سرديّا كالرواية، أم إيمائيّا كالمسرح وغيره، أم جامعا لهذه المعاني كلّها وفائضا عنها، كما هو شأن أكثر الأعمال العالميّة الخالدة، التي تنفلت من أيّة محاولة للحصر والتقييد، وتتخذ لنفسها بُعدا تعدّديّا، تترافد فيه مساربُ القراءة، وتتكاثف مداخل الرؤية، وآفاق التأويل.