الملخص:

الهند مازالت ولاتزال تساهم مساهمة فعالة في إثراء اللغة العربية وآدابها، والآثار  العلمية والأدبية التي خلفها العلماء والأدباء الهنود كثيرة تكتظ بها المكتبات و يعتز بها تاريخ اللغة العربية وآدبها، ولكن الهند رغم مساهماتها الكبيرة في العلوم العربية والإسلامية مازالت متخلفة في إنتاج النصوص في الأنواع الأدبية الحديثة، والسبب فيه يرجع إلى قلة الثروات الأدبية حيث يشير إليها الكاتب الهندي الشهير البروفيسور مجيب الرحمن قائلا” كتابة القصة في أية لغة تقتضي -من جملة ما تقتضي- المقدرة اللغوية الطبيعية التي لا تتأتى إلا للناطقين بها، ولعل هذا هو سبب عدم اعتناء المستشرقين -على كثرتهم ونبوغهم في البحث العلمي- بكتابة القصة والرواية. وتخلو الهند أيضا من مشهد إبداعي باللغة العربية على الرغم من أن الهند تزخر بمؤلفات قيمة جدا في شتى فنون اللغة العربية والإسلامية باللغة العربية”[1]. ولكن منذ عدة سنوات أقبل بعض من الجيل الناشئ إلى كتابة القصة القصيرة والرواية، وعلى رأسهم الدكتور محمد أجمل الذي تحدث في قصصه عن القضايا الاجتماعية المختلفة النابعة من المجتمع الهندي، فلذا سيناقش الباحث في هذه الدراسة التجربة التي مربها الكاتب  الدكتور محمد أجمل معالجة الأوضاع الهندية الاجتماعية في  قصصه مع الإشارة إلى رحلة كتابته القصة القصيرة، كما يناقش التقنيات الفنية لكي يمكن تقييم نصوصه القصصية من الجانب الفني والموضوعاتي، ويمكن تحديد مكانة قصصه بين القصص المعاصرة.

تعريف وجيز بالكاتب

الدكتور محمد أجمل من الكتاب البارزين الهنود الذين سبقوا في إنتاج النصوص السردية، ولد بمديرية كيشنغنج بولاية بيهار،حصل على شهادة الفضيلة في العلوم العربية والدراسات العربية من دار العلوم بديوبند، ثم التحق بجامعة علي جراه الإسلامية حيث نال شهادة الماجستير باللغة العربية والآدابها، وحصل على شهادة ماقبل الدكتوراة والدكتوراة ومابعد الدكتوراة من جامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي. وبدأ العمل كأستاذ  مساعد في مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو منذ عام 2017.

له إسهامات كبيرة في مجال الأكاديمية والكتابة والتأليف حيث كتب في مرحلة الدكتوراة أطروحة حول العنوان” مساهمة الشيخ محمد أنور شاه الكشميري في الحديث النبوي والأدب العربي، وجهز في مرحلة ما قبل الدكتوراة رسالة حول العنوان” الشيخ نذير حسين المحدث الدهلوي في ضوء كتاباته، وأعد في مرحلة ما بعد الدكتوراة أطروحة باللغة الإنجليزية، لأنه بارع في متعدد اللغات العربية والإنجليزية والفارسية والأدرية والهندية، فلذا يظهر من كتاباته أنه وسيع الثقافات، فبسبب كونه متعدد الثقفات كتب في مابعد الدكتوراة الأطروحة حول العنوان” العلاقات الثقافية للهند والعرب في عصر العولمة”[2].


[1] : مجيب الرحمن، البروفيسور، تقديم الكتاب” قوارير مكسورة لمحمد معراج عالم” نيو دلهي، بولو روز ون، 2023، ص: 2.

[2] : محمد أجمل، الدكتور، الغزال الناكر للجميل والقصص الأخرى، نيو دلهي،مركزي فبليكيشنج، 2023،ص: 70 -71.