وليد صالح الخليفة

جامعة أوتونوما بمدريد (اسبانيا)

1ـ1ـ تقديم

ليس من السهل الفصل بين الاستعراب الاسباني وتعليم اللغة العربية، حيث قام أولهما في بداياته بالتركيز على دراسة التأريخ والأدب الأندلسيين، ولكن حاجته لمعرفة اللغة العربية كان ضرورة ملحة لا يمكن اغفالها بأي شكل من الأشكال.

تعود بدايات الاهتمام بالتراث العربي الاسلامي بما في ذلك تعلّم اللغة العربية إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، حين قامت السلطات الاسبانية بدعوة الراهب اللبناني “ميغيل قصيري” من أجل جرد المخطوطات العربية لمكتبة الأسكوريال القريبة من مدريد العاصمة، والتي تتضمن ما يزيد على 2000 مخطوط باللغة العربية. وأمضى الراهب المذكور فترة ما بين 1760 1770 يدرس ويصنف تلك المخطوطات، نشر بعدها أول كتلوج يشتمل على وصف كامل لكل واحدة من تلك المحطوطات، وتم اعتماد كتابه هذا في جميع الدراسات والبحوث التي تلت.