
السعودية
الشاعر الكبير قاسم حداد ، وجه من وجوه الثقافة العربية المعاصرة ، وصوت متحقق ترك أصداء واسعة في الخليج والعالم العربي ومنها انطلق في كافة أنحاء العالم ، بحق.
من مواليد 1948، بالبحرين، وقد لعب دورا كبيرا في أن تصبح البحرين من البؤر الثقافية المؤثرة على المستوى العربي مع أبناء جيله ، نظرا لما اتسم به شعره من قوة وعمق ، وقدرة على استيعاب التراث ، وتمثله ثم دمجه بالجماليات المعاصرة ، وقد كان من أبرز من شاركوا في تأسيس ” أسرة الأدباء والكتاب في البحرين” عام 1969. وعنها صدرت مطبوعات عديدة ذات قيمة أدبية وفكرية لا يستهان بها .
ظل قاسم حداد مندمجا في حياة مجتمعه الذي عرفه ، وأيقن أنه كلما فهمه وأدرك أسرره ، جاءت كتاباته أكثر صدقا وتأثيرا في الجمهور العريض المتعطش للثقافة الرفيعة.
استفاد قاسم حداد من الفنون المعاصرة كالسينما ، والفن التشكيلي ، والعمارة بل أن قصائده تؤكد اقترابه من فنون الموسيقى والأوبرا والباليه ، حيث نقل للنص تلك المساحة الواسعة من التشكيلي الإيقاعي واللحني في قصائد رائعة تتسم بالجودة والأصالة.
كان من الشعراء العرب الذين أسهموا في إيقاظ مخيلة حادة تلتقط أدق تفصيلات الواقع ويتم دمجها بشكل فني جميل مع اللغة التي تميزت دائما بالحيوية والعنفوان.
قد يرى بعض النقاد أن قصائد قاسم حداد متعالية على الذائقة التقليدية لجموع الناس ، لكنه يرد عمليا عبر نصوصه بأن النص الأصيل هو من يتعب الشاعر في تشكيله ، وفي المقابل فإن المتلقي عليه أن يقوم بجهد مماثل ، حيث يتورط في النص مشاركا ، ومتفاعلا ، وحاملا لذات التراث الذي يتكأ على معرفة أصيلة لا تقطع الصلة بما في الحياة من عطاءات.
شغل الشاعر قاسم حداد عدداً من المناصب القيادية في الشأن الثقافي ، أدراها بكل كفاءة وبقدر كبير من الوعي بمتطلبات المرحلة ، متصلا بالحركة الثقافية في شتى أنحاء الوطن العربي .
تولى رئاسة تحرير المجلة الشهيرة ” كلمات” ، و التي صدرت عام 1987 ، ومنها مارس دورا فاعلا في التعريف بالثقافة البحرينية التي تتسم بمزايا عدة ، وتنفتح على العوالم الفنية في أكثر مناطق الكتابة توهجا.
بالإضافة إلى كونه عضوا مؤسسا في فرقة (مسرح أوال)، التي قدمت عروضها في أكثر من مكان وكان لها سمعة طيبة ، حيث انتبهت لأهمية أن ترتبط العروض المسرحية بالثقافة المحلية مع وجود ترديدات عالمية في ذات العروض التي تقدمها للمتابعين والمهتمين بالحالة المسرحية .
