
لعبت مصر دائمًا دورًا هامًا كمنتج للثقافة، ويشهد على ذلك تراثها العظيم في الرسم والنحت والعمارة. إن الإنتاج الأدبي المصري القديم، غير المعروف لمعظم نقاد الأدب، على الرغم من أنه كان غزيرًا جدًا، (للاطلاع على الإنتاج الأدبي لمصر الفرعونية، أشير إلى المجلد الرائع الذي ألفه عالمة المصريات الإيطالية الراحلة إيدا برشاني بعنوان ”الأدب والشعر في مصر القديمة“ في مجلد ضخم ضم شعرا ونثرا ونصوصا دينية أدبية الطابع، وصدر بالإيطالية في تورينو من دار نشر إيناودي عام 1999). ولكن اللغة المصرية القديمة لم تستطع أن تحافظ على الشفرة الهيروغليفية التي خضعت لتغييرات خطيرة تحت وطأة الاستعمار المتواصل، سواء من قبل الفرس والإغريق والرومان والعرب، حتى موتها التام. أما اليوم، فاللغة العربية هي اللغة الأجنبية ربما السابعة/الثامنة في تاريخ مصر اللغوي.
تقسم اللغة المصرية تقليديًا إلى ستة أقسام بحسب ترتيبها الزمني كما يلي:
1. المصرية العتيقة (قبل 2600 قبل الميلاد)، اللغة المعاد بناؤها في فترة الأسرات المبكرة، وهي لغة قائمة بذاتها، ربما لا تكون مختلفة عما قبلها، ولكنها بالتأكيد مختلفة عما بعدها، وهناك وثائق مكتوبة بهذه اللغة.
2. المصرية القديمة (حوالي 2600 – 2000 قبل الميلاد)، لغة المملكة المصرية القديمة،
3. اللغة المصرية الوسطى (حوالي 2000 – 1350 قبل الميلاد)، لغة المملكة المصرية الوسطى إلى أوائل الإمبراطورية المصرية واستمرارها كلغة أدبية حتى القرن الرابع.
4. المصرية المتأخرة (1350 – 700 قبل الميلاد)، فترة العمارنة حتى الفترة الانتقالية الثالثة،
5. الديموطيقية (حوالي 700 ق.م – 400 م)، العامية في العصر المتأخر، البطلمي ومصر الرومانية المبكرة،
6. القبطية (بعد حوالي 200 م)، واللغة العامية في وقت التنصير، واللغة الليتورجية للمسيحية المصرية.
تمت كتابة كل من اللغة المصرية القديمة والوسطى والمتأخرة باستخدام كل من الأبجدية الهيروغليفية والهيراطيقية. والديموطيقية هو اسم النص المشتق من الكتابة الهيراطيقية في القرن السابع قبل الميلاد.