
مي مظفر / العراق
“اقترنتُ بالنور، وأنجبتُ الأجنة
أنا نهر يا حبيبي
ولا تستطيع إلا أن تبكي على شاطئيّ”[1]
قليل من قرّاء العربية يعرفون إيتيل عدنان (1925-2021)، وأقل منهم من اطلع على شعرها ونثرها المكتوب بالإنكليزية والفرنسية. ولا أعرف كم منهم تسنى له الاطلاع على المترجم من أعمالها إلى العربية وهو ليس بالقليل، فأدبها لم ينل الرواج الذي يستحقه في حياتنا الثقافية.
شاعرة وروائية ورسامة، إيتيل عدنان مزيج من أعراق وثقافات، ينبوع عطاء ثري، ومسيرة ثقافية تمتد على مدى حقب بين بيروت وباريس وكاليفورنيا. إنها نبع بلاد الشام ونتاج ثقافات العالم، كتاباتها ذات نسيج فريد ونادر في أدبنا العربي. أقول أدبنا العربي على الرغم من أن إيتيل تكتب بالإنكليزية والفرنسية، ذلك لأن جوهر فكرها وأدبها محض عربي شرقي.
ولدت إيتيل في بيروت (1925م) لأب مسلم سوري، كان ضابطا في الجيش العثماني، وأم يونانية مسيحية. تقول إيتيل:
“ولدتُ في بيروت، لبنان، لأن والديّ غادرا تركيا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.
كانت بيروت قريبة من دمشق، وطن أبي، وبعد سنوات كثيرة ولدتُ أنا في عالم
يختلف كل الاختلاف عن العالم الذي عرفه والداي”.