مَنْ يحتاجُ الكلية بعد اليوم؟

أدار الحوار: بن فلدافسكي*

ترجمة: فلاح حكمت اسحق

      بدأت كاتلين ديلاسكي Kathleen DeLaski حياتها المهنية كمراسلة للشبكات التلفازية تغطّي أخبار البيت الأبيض والشؤون الخارجية لشبكة ABC نيوز، ثمّ عملت كمتحدّثة رئيسية بإسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وبعدها عملت مديرة تنفيذية لشركة Sallie Mai، ثمّ أسّست مختبر تصميم التعليم المؤثّرInfluential Education Design Lab.. أصدرت ديلاسكي مؤخراً كتاباً جديداً عنوانه (من يحتاجُ الكلية بعد اليوم؟)، وجاء العنوان الثانوي للكتاب كاشفاً لطبيعته (تخيّلُ مستقبلٍ لن تكون فيه الشهادات العلمية ذات أهمية).

Who Needs College Anymore? Imagining a Future Where Degrees Won’t Matter

الكتاب صدر شهر شباط (فبراير) 2025 عن قسم التعليم في دار النشر الخاصة بجامعة هارفرد Harvard Education Press

   أخبرتني ديلاسكي مؤخراً أنّها كانت فيما سبق معضّدة لرؤية (الكليات للجميع College for Everyone)، لكنّها باتت مقتنعة اليوم بأنّ الكلية ليست بالأمر المناسب للجميع، وأنّنا في مسيس الحاجة لتعريف أكثر شمولية واتساعاً في منظوره للكلية فضلاً عن حاجتنا الماسة إلى بدائل أكثر وأفضل لمفهوم “الطلبة المستجدّين من الغالبية” الذين لم يفِ التعليم العالي التقليدي بمتطلباتهم بكيفية مقبولة. 

   الآتي حوارٌ مع كاترين ديلاسكي، وقد تمّ إخضاع حوارنا لعملية تحريرية مكثّفة ابتغاءً لمزيد من الإختصار والوضوح.

الحوار

* بن فلدافسكي: كيف حصلت معك الإنتقالة من صحفية ذات شأن وذيوع صيت إلى أن تكوني مديرة تنفيذية في ميدان التقنية، ثمّ بعدها لأن تصبحي خبيرة معتمدة في سياسات التعليم العالي؟ ما طبيعة الحيّز الفاصل بين كلّ هذه الإنتقالات المهنية؟

– كاتلين ديلاسكي: سبق لي أن مررتُ بتجربة جامعية ذات طبيعة نخبوية للغاية، وأراني كنتُ محظوظة إذ حظيتُ بتلك التجربة. لم أفهم أبداً مدى الحظ الطيب الذي خبرتهُ في دراستي الجامعية إلّا بعد أن شرعتُ في الإلتقاء بأشخاص لم يحظوا بمثل تجربتي في الكلية. قبلتُ العمل في شركة Sallie Mai لأنّهم كانوا يؤسّسون مؤسّسة جديدة يمكنُ لي فيها أن أكون أيّ شي أحبّه بدلاً من أن يُفرضَ عليّ فرضاً. تلك المؤسسة التي ساهمتُ في تأسيسها من الصفر (خط الشروع) إبتغت النظر في أمر موضوعة محدّدة: كيف نساعد المزيد من الناس في الوصول إلى التعليم العالي؟ وكيف نساعدهم على تحصيل أعظم فائدة ممكنة من الحقوق الفدرالية الخاصة بالتعليم العالي (في الولايات المتحدة الامريكية، المترجم) التي لا تعرفها معظم العائلات الأمريكية. عملتُ لفترة محدودة بعدها في حركة المدارس المستأجرة. بعدها إجتاحتني عاطفةٌ متفجّرةٌ تجاه دعم التعليم العالي جعلتني أعمل لصالح حركة (الجامعة للجميع) و (الجامعة ممكنة) في العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين. 

اضغط هنا لمتابعة القراءة