(للمستشرق واشنطن إيرفينغ)

كتبه

د. صفاء عبد الله برهان

 جامعة بغداد/ كلية العلوم الإسلامية

ــ مدخل:               يشيعُ في الدراسات الإنسانية الراهنة الكثيرٌ من المفاهيم، التي تجسّر المسافة بين المجتمعات المتباينة في خصوصياتها المحلية، ما يؤدي إلى الإطلاع عليها، واستثمارها في عملية فهم الآخر والتواصل معه. مع الأخذ بظروف نشأة هذا التواصل ومعرفة المجتمع الآخر، ولاسيما فيما يخصّ الصورة الثقافية، و حتمية السير خلف الظروف المختلفة. ومن هنا تصدر أهمية الأدب المقارن في تنوع حضوره المؤثر، حيث اكتشاف الحلقات التي تنماز بها آداب المجتمعات، والقيمة نحصل عليها من ديمومة التواصل بين الحضارات. وبذلك كانت للصورة الثقافية أهميتها في رسم الكيان الاجتماعي للحضارات، ومنها الحضارة الغربية، بعد نجاح نهضتها وتبلور هويتها الحديثة، التي قسّمت ما للآخر لاستعماره؛ بحسب ثقافة التفوّق التي عملت على إلغاء المنابع المشرقية، انطلاقا من مبدأ الأنا بعد أفول العرب بالأندلس، وانطلاق الإسبان في رحلات اكتشاف العالم الجديد.